تهدف هذه الدراسة الموسومة بـ (استقصاء تجارب المعلمين الجدد وتحدياتهم في التدريس) إلى كشف تجارب المعلمين الجدد والتحديات التي يواجهونها في التدريس في مدارس مديرية بيرزيت، وسعت إلى تبصّر أهمية دراسة تجارب المعلمين الجدد وتأثيرها في رفع الكفاءة المهنية للمعلمين لخدمة العملية التعليمية التعلمية، ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الباحثة دراسة الحالة كمنهج نوعي للإجابة عن أسئلة البحث، موظفة في عملية جمع البيانات أدوات عدة منها: المقابلة الفردية المعمقة لثلاثة معلمين جدد، إلى جانب بطاقة الملاحظة أثناء حضور حصص المعلمين الجدد خلال العام الدراسي (2023-2024)، وتحليل السجلات ومذكرات التحضير. وبعد تحليل البيانات النوعية وفقًا للطريقة الاستقرائية، أشارت النتائج إلى أنّ الدراسة استطاعت تجسيد شخصية المعلم الجديد الذي يعبّر عما يدور في ذهنه في بداية عمله المهنيّ، متكئًا على الخبرة الجامعية، شاعرًا بالحاضر، مستشرفًا للمستقبل، فهو يقدم تجربةً تضمّ في ثناياها رؤى متعددة، أولاها- صدمة الواقع والتي حضرت في ثلاثة أشكال: الفجوة بين النظرية والتطبيق، التكيف والتعلم، الثقة، وثانيتها- رحلة ملهمة والتي جاءت في جانبين اثنين: خطوات أولى في تحقيق النجاح، وعلى طريق النجاح، وثالثتها الانفتاح؛ انفتاح العقول، وانفتاح التواصل، وانفتاح المعرفة، والانفتاح رحلة مستمرة، ورابعتها قصة نجاح والتي جاءت في جانبين؛ اصنع من التحديات نجاحًا لافتًا، وتحقيق التغيير. كما أظهرت النتائج انعكاس هذه التجارب والرؤى على التحديات التي تواجه المعلمين الجدد في التدريس، أولاها- التكيف مع البيئة المدرسية، وجاء هذا التحدي في جانب الاغتراب الذي برز بشكل لافت في مقابلات المعلمين، وجانبي الوحدة والتواصل، وثانيتها التخطيط، متناولًا المراحل التعليمية المتنوعة، والتعلم الوجاهي والافتراضي، وإدارة الوقت، وثالثتها الإدارة الصفية، ورابعتها التقييم والتغذية الراجعة التي تشكل مجموعها تحديًا يواجه المعلمين الجدد في بداية عملهم المهنيّ. وخلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات والتي تضمن وضع برامج دعم وتدريب للمعلمين الجدد قبل الخدمة وأثنائها، وتحديثها تبعًا لاحتياجاتهم التدريبية، كذلك تنظيم أنشطة تفاعلية تسهم في تعزيز الصلة بين المعلمبن، وتقديم الإرشاد المستمر لتعريفهم بالنظام التربوي.